روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الطلاق والعنوسة والأسباب الخفية 1ـ2

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الطلاق والعنوسة والأسباب الخفية 1ـ2


  الطلاق والعنوسة والأسباب الخفية 1ـ2
     عدد مرات المشاهدة: 3850        عدد مرات الإرسال: 0

من خلال دراسة أعدتها وزارة التخطيط السعودية أشارت إلى أن نسبة الطلاق في السعودية قد إرتفعت خلال الأعوام السابقة بنسبة 20%.

ومن خلال الإحصائيات فإنه يتم طلاق 33 امرأة وعدد اللاتي تعدين سن الزواج بلغ 539418 فتاة.

هذه حقائق وأرقام وقد تم بحث الأسباب من مختصين وأرجعوها إلى نقاط محددة لا أريد الخوض فيها وإن كنت سأذكر بعضها في الأخير كجزء من علاج بعض الأسباب الخفية التي سأذكرها، هذه الأسباب الخفية التي يعرفها المختصون لكنهم يتحاشون ذكرها لا أدري لماذا؟

سأكون هنا صريحا وما أريد إلا الإصلاح ما إستطعت.

لم تكن أمي رحمها الله -ومثلها كل الأمهات في زمنها- تفكر بفارس أحلامها قبل الزواج بل كانت ترى كل الشباب وهم شاحبي الوجوه متسخي الثياب لبس عندهم من الفراغ ما يستخف بها دمه أمام البنات.

هنا لم ترسم لها فارساً بل ألجأت ذلك للقدر دخل عليها والدي زوجاً يحفظه الله وهي عذرية المشاعر وهو أيضاً عذري المشاعر فتكونت في ليلة الزواج كرة فولاذية وأصبحا يعيشان داخلها لا يمكن لأحد أن يخترقها.

لم تكن أمي تشاهد مسلسلاً يرسم رومانسية خيالية إجتمع عليها مجموعة من المخرجين وأعيدت صياغتها مرات حتى صدقها الرجل والمرأة وبدأت تنخر في حياتهما.

ولم تشاهد أمي أيضا قنوات إسلامية شيخا تفنن في سرد حقوق المرأة بمثالية جعلها تقلل مستوى زوجها ولا نشيد إسلامي من منشد رأت فيه الإهتمام أكثر من المحتوى المقصود ولا مستخف دمه أمامها ومستعرض مثالياته ومختار لعبارات رقيقة قد تكون زوجته منها محرومة.

ولم تشاهد شخصيات غيرت بشرتهم المكاييج والإضاءة في إستديو القناة.

ولم تحمل والدتي جوالاً لتكون ضحية شركات الإتصالات والتي أصبحت الأولى بنظري في وقوع الخيانات الزوجية والعنوسة والطلاق من خلال الشرائح مجهولة الهوية والتي تراها في جيب بعض الرجال فجوال بإسمه وجوال بإسم محمد خان ذلك الوافد الذي سجل بإسمه عشرات الأرقام كما عند بعض النساء الجوال هدية الزوج أو مشترى الأب أو الأخ والجوال الآخر المعلل وقد يكون مخفياً، كما لم يصل والدتي في الثلث الآخر من الليل صورة قبيحة على جوالها لينتفض والدي غيرة فيتصل بالمرسل ليقول له لص الأعراض وبكل برود هي تراسلني ثم تتكرر مراراً ومن عدة أرقام فيبقى والدي في حيرة يترقب فهو بطبيعته بشر.

ولم تشارك والدتي في منتدى لتجد تعاملها مع الرجال يزداد إنفتاحاً حتى تجدها بعد عدة مشاركات والعبارات الرقيقة تصدرها وتستقبلها لتصل بعدها مرحة المقارنة.

ومثلها لم يكن والدي.

لم يكن مع والدتي جوالاً ذكياً يحمل برامج التواصل الإجتماعي تتصفحه على سرير النوم قبيل وبعيد.. تضحك من طرفة والدي فيفرح وما علم أن ضحكتها مجيرة للآخر ومثلها لم يكن والدي.

لم تكن والدتي محتاجة لرجل من غير محارمها لأجل عملها فإستغل إتصالها ليرسل لها رسائل قد تختمر في ذاكرتها ولم تتنازل هي عن مبادئها لمصلحة العمل.

ولم يكن والدي ليفاجأ بإتصال من بغية أو رسالة من شرموطة ولا حتى من رسمية تعمل بشركة صيانة سيارات بصوت ناعم يهز أوتاره.

عندما كانت والدتي تتسوق وكان الباعة أبو الفلان وأبو الفلان ممن يمنعهم التعدي على حرمات الناس دين وشرف وحمية أحست والدتي أن أحد أصحاب المحلات قد تعدى الخط الأحمر عندما قال لها بقي لك كذا يا أم عبدالله لم تستحمل كلمة أم عبدالله وخشيت أن يكون بعدها أرق فأطلقت لقدميها الريح تاركة ما تبقى لها وكأني بها تقول: أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال، قبلة على قدمك يا والدتي كم كنت مدرسة وإن كنت أمية.

أما اليوم وفي الأسواق أبو شكيم وعبده، ممن لا رادع دين ولا حمية ولا سلطان يردعهم فقد إستساغت المرأة أن تسمع منهم إطراءً يهز المشاعر وهو يمتدح مناسبة قميص النوم لخصرها ومناسبة الخاتم لرقة ونعومة بشرتها والمكياج لعيونها الحلوة مما قد تفقده حتى عند زوجها فتجد حساس المشاعر يقارن ويقارن حتى يحال الزوج الشرعي على التقاعد عن المشاعر وتعيش الأسرة على هامش الحياة.

والأسوأ هنا أن العلاج جاء بمشكلة أخرى حيث جئنا بالمرأة مع الرجل خلوة ولتفتح الهيئة والشرطة ملفات جديدة إسمها قضايا المحال التجارية ذات العمالة المختلطة.

كنا ننتظر أن يكون للمرأة محلاً مستقلاً في الأسواق التجارية لا يدخله سوى النساء.

لا تستغرب أن تقرأ في شريط قناة المجد وهي القناة التي يضعها صنف معين من الناس يتصور أن يكونوا الأبعد عن هذه المزالق فبعد أن كانت مقابلة مع منشد مشهور وبعد أن إتصل به ابنه كمداخل فقال له: هلا حبيبي لم يستكمل حديثه إلا وتصرح إحدى المشاهدات عبر الشريط -شوفوا اللي مهب رجالنا كيف رقته مع ابنه- طبعا والمفهوم فكيف مع زوجته؟

وكأنها أخذت -برنت- متكامل عن سيرته الذاتية.

حينما تقرأ في المنتديات عند بنت تستشير بأنها تحب شخصاً منذ خمس سنوات وتتواصل معه وهي تأمل أن يكون فارسها لكنه هو الآخر يتعذر بالدراسة ووو حتى تقول رددت كثيراً من الخطاب لأجله وما علمت المسكينة أنه سيعتذر في الآخر وقد يختلس منها شيء لتصطف في طابور العوانس اللاتي فقدن عذرية المشاعر فليس أي أحد يصلح بعد الأحلام السابقة.

هل كان لوليها معها علاقة قوية وعاطفية وصريحة ليسألها عندما ترد خاطباً عن السر وهل في خاطرها شخص تتمناه ليعطيها الفرصة أن تبوح بمشاعرها ثم يحترم تلك المشاعر ويقدرها كما هو الابن الذي يختار وفق هواه وفي الوقت نفسه يطرح رأيه بالحجة والإقناع ليزول عن خاطرها ذلك الحب المزور فتتزوج الآخر بعد عملية فورمات أو يكون العشق سليماً والآخر مستحق ليحقق طموحها.

قد يتصور مجموعة أنها مبالغة وما علم أن لكل نقطة سردتها ملفاً من الشواهد في الهيئات ومكاتب التحقيق.

متى تدرك المرأة أن عاطفتها أقوى من عقلها لتحاول أن تدعم قوة عقلها بالقصص المرعبة التي راحت ضحيتها الأنثى وخرج الرجل منها سالماً.

متى يضع المصلحون على مستوى الأسرة وعلى مستوى المجتمع وعلى مستوى الدولة خططا إستباقية لحماية المجتمع من الإنخراط في هوة السقوط الأخلاقي وفق هذه الحقائق.

متى يكون للتربية والتعليم وهي الأولى في مسؤولية الإصلاح دورها في هذا المجال؟

عذراً على الإطالة فخيوط القضية مترابطة.

سأكون معكم في مقال قادم أن شاء الله لأستكمل الأسباب الخفية.

الكاتب: أ. إبراهيم بن محمد البرادي.

المصدر: صحيفة سبق.